مدن

تاريخ مدينة زاخو [1]

زاخو

زاخو (بالكردية: Zaxo, زاخۆ ،بسريانية ܙܟܘ) هي مدينة تقع في محافظة دهوك في كوردستان العراق قرب الحدود الشمالية مع تركيا، ويمر عبر مدينة زاخو نهر الخابور الذي ياتي من تركيا. ويعيش في مدينة زاخو اليوم خليط من الأكراد المسلمين، وهم يشكلون غالبية سكان مدينة زاخو وبعض من المسيحيين الذين ينقسمون إلى كلدان كاثوليك وسريان أرثوذكس، وأرمن وهناك بعض القرى من الأكراد اليزيديين بالقرب من المدينة وعلى العموم زاخو هي مدينة إسلامية محافظة، وفيها جامع زاخو الكبير الذي بني بعد الفتح الإسلامي للعراق عام 20 هـ /641م، وفيها الكثير من المعالم الأثرية ويعد جسر دلال (العباسي) من أبرز معالم المدينة التاريخية، كما يوجد في المدينة تمثال للمناضل الكردي صالح اليوسفي. ويطل على مدينة زاخو جبل بيخير الذي تكثر حوله الروايات عن طوفان النبي نوح ومن النواحي التابعة لقضاء زاخو ناحية هيزاوا، دركار و باتيفا.

التسمية

اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ معين للمدينة أو معرفة المعنى الحقيقي لاسمها ويذكر جمال بابان  عند ذكر جبل زاخا طاغ بأنه منسوب إلى مدينة زاخو المدونة قديما باسم آزوخيس القديمة ويستدل من هذا من أن المدينة قد كانت موجودة بدليل كيف يطلق اسم مدينة على جبل ويستطرد في القول إن كلمة زاخ تعني القوة والعزم في اللغة الكوردية ويضيف إن هناك رأي يفيد أن زاخاريوس أحد قادة زينفون قد حط عصا الترحال أثناء التراجع في موقع بلدة زاخو وسميت المدينة باسمه ثم تطور بمرور الزمن إلى تسمة زاخو المستعملة حاليا  . أما المستكشف كونراد بريوسر وأثناء قدومه إلى زاخو قال : وجدنا أنفسنا أمام جزيرة زاخو الواقعة على أرض صخرية متشابهة لما رأيناه في السهل وهي آزوخيس القديمة والحقيقة فأن كلمة آزوخيز ربما تكون بالأصل كوردية بحته وتعني (ئاف وخيز) والتي تتكون من مقطعين (ئاف) ويعني (الماء) و(خيز) ويعني (الرمل) الموجود على الشواطئ ولايزال يستعمل نفس المصطلح من قبل الأهالي ولايزال يطلق اسم خيزي دوئافي على إحدى المناطق الشمالية من الجزرة الوسطية فأحتمال أن يكون ئازوخيز مجزوما من آفو-خيز واردا جدا وهو الاسم المثبت في الأدبيات الأوربية.  والاسم المحلي الأكثر إقناعا وجود منطقة في جنوب المدينة يسمى بعدة أسماء منها خوك.  ويجري فيها جدول ينساب من الوادي يسمى زيى وكانت منطقة مهمة من حيث مرور الطريق التجاري القديم طريق شرق دجلة منها، فمن المحتمل جدا ان يكون الاسم (زيى – خوك) تحول بسهولة إلى زاخو ومن الممكن أن يكون الأكثر احتمالا وواقعية خاصة وانه من المفترض أن ضريبة كانت تؤخذ من القواقل المارة من هناك تسمى خوك أو خيك. وربما يكون اسم زاخو يعني (زي خوين) أي نهر الدم نسبة إلى حادث دموي وقع في هذا المكان وأريقت فيه الدماء  هناك من يرجع أصل التسمية إلى الكلمة الآرامية السريانية ܙܟܘܬܐ زاخوثا وتعني “الانتصار” وتعزى هذه التسمية تقليديا إلى انتصار الأسكندر المقدوني على البارثيين في واقعة بالقرب من زاخو. 

موجز لتاريخ زاخو

يعود أول حدث تأريخي مهم حصل في المدينة إلى سنة 401 ق.م عندما تراجع عشرة آلاف من المرتزقة اليونانين إثناء تراجعهم ومرورهم عبر بوابة زاخو (دربند زاخو) والتي سميت برجعة العشرة آلاف أو حملة زينفون . وفي صدر الإسلام توسعت المدينة جنوبا إلى محلة الحسينية الحالية وسميت ب(هسنية الخابور)   وقد ذكرها الشاعر العربي أبو العلاء المعري   والرحالة الفينيسي الشهير ماركو بولو   وقد دمرت حسنية الخابور من قبل قبائل الغز التركية عام 1041 م وأعيد بناؤها لاحقا في الجزرة الوسطية وألتي أصبحت نواة للمدينة الحالية.أصبحت بعدها إمارة مستقلة باسم إمارة سنديا ولما ضعفت الإمارة تمكن امراء بادينان من ضمها إلى امارتهم عام 1470 م  بعدها خضعت المدينة لسيطرة العثمانيين وأصبحت زاخو قضاء عام 1864. وفي سنة 19188 دخلت القوات البريطانية المدينة وانهت بشكل عملي السيطرة العثمانية عليها وبعدها تم إلحاق المدينة بالمملكة العراقية.وقد تعاقب الحكام الذين تولوا الحكم في العراق في العهدين الملكي والجمهوري من زيارة المدينة لكونها مركزا إستراتيجيا مهما للعراق.اشتهرت المدينة بكونها مركزا لليهود الناطقين بالآرامية في كوردستان. حيث شكلوا الأغلبية الساحقة من سكانها حتى بداياتالقرن العشرين عندما بدأت هجرتهم إلى إسرائيل.  كما سكنها كل من الكلدان الآشوريين والأرمن فأصبحت مركزا دينيا هاما للكنيسة الكلدانية عند تأسيس مطرانية بها في القرن التاسع عشر

موقع زاخو

قع مدينة زاخو والتي تشكل مركز قضاء زاخو جنوب غرب سهل السندي الذي يشتهر بخصوبته ومنتوجاته الزراعية المختلفة على طوال فصول السنة. تتبع مدينة زاخو إداريا لمحافظة دهوك ولاتبعد زاخو عن نقطة إبراهيم الخليل الحدودية مع تركيا حوالي 10 كلم وعلى بعد 25 كلم عن الحدود العراقية السورية وهي تقع شمال مدينة دهوك (مركز محافظة دهوك)بمسافة ثلاث وخمسون كيلومترا وتبعد عن مدينة الموصل بمسافة 114 كيلومترا ويمر عبر مدينة زاخو نهر الخابور الذي ياتي من تركيا

أحياء زاخو

تُقسم مدينة زاخو إلى 71 حيّا معترفا به: 

جسر دلال

قع القلعة على الضفة الغربية لفرع نهر الخابور الشرقي ولايعرف التاريخ الحقيقي لهذه القلعة، ولكن بعض علماء الأثار يعتقدون على إن تاريخ القلعة يعود إلى القرن الثالث أو الرابع عشر الميلادي اما البرج القائم فهو أقدم من بناء القلعة  . والقلعة كانت دار للإمارة في عهد إمارة بادينان إلا أن الأمير علي خان أعاد بناءها بين عامي 1205 – 1212 هجري ووسعها وتم بناؤها على انقاض القلعة القديمة   وبعد تشكيل المملكة العراقية في سنة 19211 تم إعادة بناءها بالشكل الحالي طامسين معظم ملامحها التاريخية

الجسور في زاخو 

  1. الجسر المعلق(جسر محمد أغا، جسر الفاروق): أقيم هذا الجسر من قبل هيئة الأشغال البريطانية في سنة 1922و
  2. الجسر الحجري أو جسر محلة الغجر(بالكوردي پرا محلا قرچا): تفيد المصادر التاريخية أن حسن بك  . وهو أحد أمراء بادينان هو الذي قد قام بإنشاء الجسر وبناء على ذلك فأن فترة بناء الجسر كانت ما بين عامي 1541 – 1581   لان فترة حسن بك استمرت مدة اربعين سنة. وإلى يومنا هذا فالجسر لايحمل أي اسم رسمي
  3. جسر السعدون : أقيم هذا الجسر في سنة 1934   وقد سمي الجسر بهذا الاسم تيمنا لذكرى السياسي العراقي الراحل عبد المحسن السعدون. وفي منتصف السبعينات من القرن العشرين لم يستوعب هذا الجسر الآليات العسكرية الضخمة للجيش العراقي وخاصة الدبابات. لذلك عملت الحكومة العراقية آنذاك على إزالته وبناء جسر كونكريتي مكانه 1922  غير إنه لم يستوعب التوسع الحاصل للمدينة مما أدى إلى اختناقات مرورية كثيرة مما حدى بحكومة إقليم كردستان العراق إلى توسيعه بإضافة قسم جديد إليه وليأخذ شكله الحالي.

أوائل في زاخو  

  • أول فندق تم افتتاحه في زاخو كان في سنة 1946م وكان اسمه فندق الخابور.
  • أول مخزن تجاري كان قد أفتتح في سنة 1936 م.
  • أول جهاز مسجل أدخل إلى زاخو كان في سنة 1957 م.
  • أول دراجة هوائية دخلت المدينة كان في عام 1935 م.
  • أول ستوديو للتصوير أفتتح في المدينة كان في سنة 1962 م.
  • أول جهاز تلفزيون أدخل للمدينة كان في سنة 1970 م.
  • أول جهاز استنساخ جلب إلى المدينة كان في عام 1976 م.
  • أول تلفون نقال أدخل للمدينة كان في سنة 1993 م.
  • أول وزير تعين من المدينة كان حازم بك وذلك في عام 1950 م.

نصب وتماثيل في زاخو 

  • 1- نصب للشاعر احمدى خانى الموجود امام بناية بلدية زاخو.
  • 2- نصب للشهيد صالح اليوسفي الموجود في وسط زاخو القريب من بناية قائمقامية من عمل الفنان رشيد علي.
  • 3- نصب لفتاتين كورديتين في دورة بارزان من عمل الفنان الراحل أنور الجزراوي.
  • 4- نصبين للفنانين الراحلين اياز يوسف و أردوان زاخولي الواقع قرب جسر دلال من عمل الفنان دلير كاميران عبد الحكيم.

نصب صالح اليوسفي 

أقيم هذا التمثال بأمر من رئيس إقليم كوردستان مسعود برزاني وبإشراف من قبل محافظ دهوك السيد عبد العزيز طيب وكان ذلك في عام 1997 وقد استمر العمل في بناء هذا التمثال حوالي ثلاثة أشهر ونظرا لعدم وجود مواقع لعمليات الصب البرونزي للتماثيل حينها فقد تم عمل التمثال من مادة الاسمنت المسلح قامت السلطات المعنية في دهوك حينها بالاتصال بكريمة اليوسفي السيدة زوزان اليوسفي للتنسيق مع أحد الشباب النحاتين في معهد الفنون الجميلة وهو الفنان لتشكيلي رشيد علي رشيد في مدينة دهوك لكي تقوم هي بالمراجعة اليومية لملامح هذا التمثال مع النحات المذكور ولكي يكون التمثال اقرب ما يكون إلى صورة السيد صالح اليوسفي وهذا وقد تم وضع التمثال حينها في قلب مدينة زاخو ومقابل إدارة قائممقامية قضاء زاخو وتم تسمية الشارع الرئيسي والتي تقع الساحة فيه باسم الشهيد صالح اليوسفي وتم افتتاح التمثال رسميا في يوم 16 آب/أغسطس من سنة 1997 وذلك بمناسبة تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ويبلغ ارتفاع التمثال حوالي ثلاثة أمتار وعشرين سنتمترا (3,200 م) ويبلغ ارتفاع القاعدة التي يستند عليها التمثال حوالي مترين وخمسين سنتمرا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى