تاريخي

حكومة مير محمد السوراني

حكومة مير محمد السوراني 

 

في العام ١٨٢٧م أصبح مير محمد باشا أميراً ووصلت الإمارة في عهده الي أوج قوتها فاستطاعت ان تمد سلطتها الي خارج حدودها التقليدية فاحتلت مدينة أربيل و طردت اليابانيين من رانية و كُوي سنجق كما استطاع مير محمد ان يوسع رقعة إمارته شمالا و غربا الي منطقة بهدينان حيث أخضع دهوك و عقرة و سنجار و معادية كما استطاع ان يحتل لفترة و جيزة مدينة الجزيرة و نصيبين و ماردين (المناطق الكوردية التي تقع في تركيا حاليا)و في عام ١٨٣٥م اتجهت قواته شرقا لتحتل المناطق الكوردية في إيران واستقبله اهالي كوردستان ايران كمحرر لهم لذلك يعده بعض الكراد رجلا ذَا مقدرة و قائدآ كورديآ لكل كوردستان
ويؤكد كل المؤرخين الذين تناولوا تاريخ الكورد في هذه المرحلة أن مير محمد كان رجلآ ناجحآ سياسيآ إداريآ و عسكريآ و من الطراز الأول فمعاركة العديدة لإخضاع عشائر برادوست القوية في. شمال رواندوز و التي لم تخضع طيلة الحكم العثماني لاية سلطة و الحملة التي قام بها مير محمد لإخضاع الإمارة البهدينانية علي الرغم من عورة بلادهم و الحصون المنيعة فيها كحصن عقرة و عمادية و سنجار دليل علي مهارتة العسكرية اظهر مير محمد عبقرية عسكرية نادرة حين رفض أن يورط قواته في حصار غير مجد لمدينة الموصل و الذي كان من المحتمل أن يستنزف فيه قواته كما استنزفت قوات نادر شاه قبله بأربعين عامأ و اظهر الإمير السوراني ألمعية عسكرية فائقة حين استطاع أن يقهر قوات الصدر الأعظم العثماني محمد شيد باشا في معركة (حرير)التي وقعت عام ١٨٣٤م علي الرغم من أن القوات العثمانية كانت متفوقة علي القوات التابعة للأمير من حيث العدة و العتاد و أكره محمد رشيد باشا علي أن ينسحب ليلآ من ساحة المعركة بعد ان ترك غنائم كثيرة للقوات الكورية
لم يكن مير محمد رجلا عسكريآ يحب سفك الدماء و لا محبآ للقوة و السيطرة بل كان قائدا ذَا همة وروية و طموح عد نفسه أكثر أهلية لقيادة المسلمين الكورد من الدولة العثمانية التي بدأ الفساد ينخر في كيانها و أصبحت أسيرة القوي الغربية خاصة روسيا القيصرية و بريطانيا و كان يري في محمد علي باشا في مصر قائدآ جديرآ بالاحترام و التقدير و التقليد
بذل الأمير محمد جهدآ كبيرآ لتأسيس دولة عصرية في كوردستان تكون ند للدولة العثمانية و الدولة الإيرانية ولأجل أن يترجم طموحة علي أرض الواقع قام ببناء جيش عصري مؤلف من عشرة آلاف فارس و عشرين الف مقاتل من المشاة و قد حرص مير محمد على ان يتمتع جيشه بقدرة قتالية عالية و قد جرى تدريبك على احدث سبل التدريب كما زوّد بأحسن أنواع السلاح في زمانه واقيمت لأجله مصانع الأسلحة التي أنتجت ما لا يقل عن ٢٠٠مدفع
في عام ١٨٣٣م زار الدكتور روس الطبيب الملحق في القنصلية البريطانية ببغداد مير محمد في راوندوز (عاصمة الإمارة السورانية) و كتب عن سفرته يقول (((إن مير محمد كان متلهفا للسماع منه الطريق العلمية لمكافحة الكوليرافي إمارته)))يقول الطبيب البريطاني إنّه انبهر بالمعرفة و الحلم السياسي اللذين أبداها مير محمد تجاه القضايا الدولية التي ناقشها معه(((((ويشير فريزر جيمس))))))’الرحالة البريطاني الذي زاره في راوندوز في نفسه إليّ ما لمسه من الكفاءة في الأجهزة الإدارية داخل كوردستان الجنوبية و يقول إن عدالته و حزمه كانا كفيلين بتطهير أجهزة الدولة العثمانية آنذاك و يشيد فريزر أيضاً بالتنظيم الذي لاحظه في الجيش و التطور النسبي في حالة العوران و الزرعة

يوعز الباحث الكوردي الدكتور (كأوس قةفتان)في دراستة عن إمارة سوران سبب برود نجم مير محمد إلى عدة أسباب منها
١-حصانة المنطقة ((رواندوز و اطرافها))
٢-كانت الإمارة السورانية خاصة راوندوز على مفترق التجارية الأمر الذي أعطي مير محمد قوة مالية و سياسية
٣-كانت الدولة العثمانية في النصف الأول من هذا القرن في ضعف تام بحيث إن محمد علي باشا في مصر احتل سوريا و الأجزاء الجنوبية الشرقية من تركيا فَلَو لا تدخل القوى الأوربية الكان بإمكانه أن يحتل استنبول لذلك لم تكن الدولة العثمانية في موقع تحدي مير محمد
٤-إنّ الضعف الذي دب في كيان الإمارة البابانية التي كانت لمدة قرنين من الزمن أقوى الإمارات الكوردية أجبر الحكومة العثمانية على أن تغض النظر عن توسعات الأمير على أمل أن تقوم الإمارة السورانية بما كانت تقوم به في السابق الإمارة البابانية لكونها الرادع في كوردستان الجنوبية لمحاولات إيران من أجل إلحاق المنطقة إلى الدولة القاجارية
٥-كان ولاة بغداد يَرَوْن في الإمارة السورانية قوة لتوازن قوة الإمارة البابانية التي كانت أحياناً تهدِّد بغداد
٦-كانت الإمارة الكوردية المجاورة تعاني مرضها المزمن ألا وهو التناحر الداخلي بَيْدَ أنّ الأمير محمد استطاع بدهائه و حزمه أن يخلّص الإمارة السورانية من هذا التناحر فوضع جلّ جهوده نحو التوسع الخارجي

أسباب سقوط الإمارة السورانية

إن أسباب سقوط الإمارة السورانية بحاجة إلى وقفة وإعادة نظر فمعظم الباحثين خاصة الكورد في هذا المجال يعتقدون بأنّ السبب الأساسي لسقوط دولة مير محمد كانت الفتوى التي أصدرها ملا ختي و هو عالم ديني كوردي إذ أفتي بتحريم محاربة القوات العثمانية لكونها قوات خليفة المسلمين رإنّه ممايؤسف له أنّ هؤلاء الأساتذة الأفاضل لم يقفوا مع هذا الادعاء (الفتوى) وقفة إمعان و نقد بل نقلها بعضهم عن بعض دون تمحيص وكاد الجميع أن يقبلها و كأنّها حقيقة تاريخية ثابتة
إنّ الأستاذ حسين حزني موكرياني -الذي كان بين عائلته و عائلة ملا ختي صراع – هو أول من أورد هذا الرأي بصدد الفتوى و فحواها إنّه في عام ١٨٣٦م كان جيش مير محمد في أوج قوته بعد عدّة معارك مع القوات العثمانية ولكن ملا محمد ختي أفتي بعدم شرعية محاربة الكورد للقوات العثمانية التابعة لخليفة المسلمين فأجبر ذلك مير محمد على الاستسلام للقوات العثمانية المهاجمة و أُرسل الأمير إلى استنبول و بعدها اغتيل وهو في طريقة إلى راوندوز وانتهت الإمارة السورانية بموت الأمير بعد فترة قصيرة نقل الباحثون الكورد عنه هذه الرواية بدون نقد باستثناء الدكتور قةفتان الذي لم يقتنع بها كما سيتبين فيها سيأتي فالأستاذ موكرياني رغم مقامةالعلمي و خدمته الجليلة للتاريخ الكوردي ورغم ثقافته الدينية كان من. الجيل الأول الذي تأثر بالأفكار القومية الغربية (العلمانية)التي تطالب بفصل الدين عن الدولة كما استاء كثيراً من تسلط الطورانيين الترك على الدولة العثمانية في ١٩٠٨واستخدامها لخدمة اغراضهم العنصرية وقمع الشعوب الأخرى خاصة الكورد لذلك نراه يتخذ موقفا مًعادياً لعلنا الدين و دورهم في الإمارة السورانية و يبدي الأستاذ موكرياني أيضاً موقفاً معادياً و صريحاً من الدولة العثمانية و يصفها بالتركية
إن الدولة العثمانية أيام صراعها مع الإمارة السورانية (١٨٢٨-١٨٣٦م)لم تكن دولة قومية تركية فالجيش و قادة المقاطعات والإدارة كانت بيد المسلمين الأوروبيين ((أعضاء الإنكشارية))و العرب الكورد ولَم تتحول الدولة إلى دولة قومية تركية إلا بعد الانقلاب الذي قامت به جمعية الاتخاد و الترقي في ١٩٠٨لذلك قد لا نكون منصفين إذا أعطينا الصراع العثماني مع الإمارات الكوردية قبل القرن العشرين صبغة قومية و نعدها صراعاً تركياً – كوردياً ففي حقيقة الأمر أن الجيش الذي كان يحارب مير محمد تحت إمرة الصدر الأعظم كان معظم قواته من العشائر الكوردية من منطقة سيواس و ماردين و دياربكر و منطقة بهدينان و حتى القائد العام نفسه لم يكن تركياًو حتى عن تأثير الفتوى المذكورة على القوات الكوردية يعطي الأستاذ موكرياني رأيين مختلفين ففي ص ٨٤يذكر الأستاذ أن تلك الفتوى رفضها معظم قادة الجيش السوراني الأهالي الذين أقسموا اليمين على الحرب حتى الموت وفِي ص٨٦ يدّعي الأستاذ أنّ فتوى ملا محمد ختي كانت لها آثار سلبية في إضعاف معنويات الجيش و الأهالي الأمر الذي أجبر مير محمد على الاستسلام …..لماذا لم يسلم مير محمد نفسه للجيش العثماني انصياعاً للفتوى في أول الأمر ثم يعود الأمير ليخضع لأمر الفتوى بعد عدّة أشهر ؟…الجواب عن ذلك يكمن في التطورات الاحقة حيث شعر مير محمد أنّه ليس هناك جدوى مت القتال كما سنبين.
و نحن نتفق في هذا الرأي مع الدكتور فك فتان حيث يكتب ((ليس من المعقول أن تسقط إمارة قوية كهذه (إمارة سوران) بمجرد تأثير فتوى فالأمير محمد قرر مع نفسه عدم جدوى مقاومة القوات العثمانية ولَم يكن للفتوى ذلك التأثير في صنع قراره )))……
وفي رأي الكاتب أنّ القول بقبول الفتوى عاملاً أساسياً لسقوط الإمارة السورانية استهانة بقدرة هذا القائد الكوردي الحكيم و حنكته الإدارية و السياسية و إنّ الفتوى استغلها معظم الباحثين العلمانيين للنيل من دور العلماء الكورد باعتبارها دليلاً تاريخياً على كيفية استعمال الإسلام و تشريعاته لقهر الكورد أنفسهم فنذكر على سبيل المثال لا الحصر ما كتبه الأستاذ ((علي سيدو كوراني))في صدد تعليقه على مسألة الفتوى المذكورة في تأثيرها على مستقبل الإمارة السورانية يقول الأستاذ كوراني (((ومن المؤسف جداً أن يجد من يتبع تاريخ الكورد أنّ بعض رجال الدين يسيطرون على رجال السياسة و يكون بعضهم سبباً لنكبتهم ليس لأنّهم يقصدون ذلك بل لأنّهم كانوا ينساقون انسياقاً أعمى فهذه إمارة تتسع هذا الاتساع ثم تنقرض دون أن يظهر عليها الهرام أو يحول دون تقدمها قوة من القوى إلأ اللهم فتوى شيخ مخدوع ))
علينا أنقف هنا وقفة سريعة مع الرأي المذكور آنفاً للأستاذ كوراني ((الذي تعلّم في الجامعة الأمريكية في بيروت و أصبح فيها بعد سكرتير المجلس التشريعي الأردني الهاشمي ))و نحب أن نلفت القارئ إلى حقيقة و هي أنّه ليس هناك في الإسلام (رجل دين)و(رجل سياسة)فالإسلام هو دين و دولة..وأنّه كان من الأولى بلأستاذ كوراني ان يمعن في مسألة الفتوى قبل أن يتسرع و يستعملها و يعممها قاعدة على الدور السلبي المزعوم لعلماء الدين في كوردستان ..نعم إنّ علماء الدين هم بشر لهم نفوس أمارة بالسوء وإلا ينكر أنّ بعضهم وقفوا مع الطغاة ومع القوى الرجعية و خانوا قضية الشعب المسلم الكوردي ولكن هل الخيانة و الخطأ مقتصراً على علماء الدين دون سواهم؟فالتاريخ الكوردي مليء بنوابغ من علماء كوردستان الذين قادوا الحركة العلمية والثقافية فيها و دافعوا دفاعاً مستميتاً عن قضية شعبهم ولنفترض أنّ الفتوى المذكورة كانت لا نستطيع بأي حال أن نعمّم تأثير ذلك على الإسلام و علمائه لأنّ الأمير أو الحاكم في الإسلام هو الذي يتحمل تبعات قراره بعد أخذ المشورة يجب إذا في هذه الحال أن نلوم مير محمد و ليس العالم ملا محمد ختي و نحب أن نعيد إلى الأذهان أنّ حرب مير محمد مع السلطان العثماني كانت حرباً شرعية لأنّ الأخير أخلّ بالعقد الذي التزمت به الدولة العثمانية في القرن السادس عشر مع أمراء الكورد فبموجب هذا العقد وافقت الدولة العثمانية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للإمارات الكوردية مقابل تعهّد أمراء الكورد أن يعطوا الولاء الرسمي للخليفة و عدد معين من المقاتلين الكورد للجيش العثماني في حروبها الخارجية
إن قيام السلطان محمود الثاني بإرسال قواته ضد مير محمد دون أن يذكر هذا الأخير عصيانه على الخليفة قد أخلّ بنصوص العقد وبما أنّ الخلافة في الإسلام هي عقد بين المسلمين و الخليفة(بعكس البابا أو أباطرة الروم و الفرس الذين يعدون أنفسهم ظلّ الله في الأرض)تتحدّد شروطها(( بالقرآن الكريم))والسنة((الشريفة))و العقود الشرعية فبإمكان كلّ مسلم محاربة الخليفة إذا أخلّ بعقد شرعي
يبدو أنّ سقوط الإمارة السورانية كان نتيجة حتمية للظروف الدولية التي استجدّت بعد ١٨٣٣م في العالم الإسلامي فالسلطان محمود الثاني القوي وذو النزعة المركزية كان مصمماً على تثبيت قوة السلطة المركزية في كافة أنحاء الإمبراطورية وأنّه استطاع أن يحقق بعض النجاح في هذا المجال فالإمارات التركمانية في الأناضول قد أزيلت قبل العام ١٨٣٠م وفي العام نفسه استطاع جيش الخليفة أن ينهي حكم الإمارة الجليلة في الموصل و كذلك أن يحدّ من نفوذ إمارة المنتفك القوية في منطقة الفرات الأوسط و أريل حكم المماليك أيضاً في بغداد وفِي عام ١٨٣٣ وقعت اتفاقية كوتاهيه بين السلطان و محمد علي باشا في مصر و أعطى ذلك السلطان فرصة للتفرغ لمهمة كبرى ألا وهي إخضاع مير محمد الذي أصبح قوة تهدد السلطة العثمانية..
و ضع العثمانيون خطتهم على أساس أن يزحف كلّ من ((علي رضا والي بغداد))بجيشه من الجنوب إلى أربيل (هولير)و ((محمد بيرقدار والي الموصل))بجيشه من الغرب و تتحرك القوات العثمانية – والكوردية الموالية للحكومة تحت قيادة محمد رشيد باشا من منطقة بهدينان باتجاه راوندوز و بعد سلسلة من المعار ك سقطت معظم قلته الإمارة السورانية و أصبحت راوندوز محاصرة من كلّ الجهات لذلك قبل مير محمد بالفتوى الصادرة من ملا محمد ختي على أمل أن (((يحصل على عفو من السلطان )))و يرجع إلى بلاده أميراً فكرّمه السلطان ولكن الوالي بغداد دبَّر مقتله في ((طرابزون ))خوفاً من عودته إلى كوردستان ليتحدّى سلطته
كان للقوى الخارجية دور أساسي في حسم الصراع لصالح العثمانيين حيث عُدّت بريطانيا آنذاك من دعاة الأمر الواقع ورأت في توسّع نفوذ مير محمد خطراً على توازن القوى في الشرق الأوسط لذلك أرسلت المبعوث البريطاني (ريجارد ورد ) إلى راوندوز ليحثّ مير محمد على الخضوع للخليفة كما استعملت بريطانيا نفوذها مع إيران و روسيا لكي لا يدعما الإمارة السورانية في صراعها مع الإمبراطورية العثمانية وقد توجت جهود بريطانيا في هذا المجال ببعض النجاح فالأمير محمد حين استسلم كان يعتقد أنّ الضمانات التي وعد بها ((ريجارد وود ))بحصوله على العفو له من السلطان واقعية كما أنّ إيران أرسلت ١٠٠٠٠ جندي لمهاجمة الكوردية
وأنّ القوات الإيرانية التي هاجمت كوردستان كانت تتذرع بحجة قيام مير محمد بمهاجمة الأراضي الإيرانية و يؤيد المزاعم الإيرانية هذه الأستاذ ((قةفتان)) ولكن الحقيقة تثبت وجود مؤامرة دولية يقودها الإنكليز للحفاظ على الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت ((رجلاً مريضاً)) بيد أنّ تفتتها كان ينذر بولادة تعقيدات دولية قد لا تكون لصالح بريطانيا وقد تقوّي نفوذ روسيا المتعطشة للأراضي العثمانية أدّت العوامل الداخلية أيضاً في دورها في الإسراع في نهاية حكم مير محمد إذ كانت القيادة الكوردية إقطاعية التركيب وإن خضعت هذه القيادة لأمير راوندوز رهبة ورغبة فإن مصالحهم الآنية الفردية الضيقة جعلتهم يتحينون الفرص لإعلان التمرد على أمير راوندوز فبدلاً من أن يحاول الأخير كسب ودّهم فقد حاول اغتصاب إماراتهم بالعنف كما أنّ الاستعمال غير المحدود للعنف تجاه العامة و الحروب المستمرة أثقلت كاهل الناس مما خلف الأجواء المؤاتية للقوة العثمانية لأن تكتسح الإمارة وتسقط القلاع الكوردية واحدة بعد الأخرى بسهولة
موجز البحث
إنّ الأمير محمد كان قائداً عسكرياً و إدارياً في آن معاً و إنّ هذه العبقرية العسكرية و الإدارية التي اجتمعت في شخص هذا الأمير تدحض رأي بعض الشوفينيين من العرب والترك و الفرس الذين يَرَوْن أنّ الكورد يعوزهم رجال من ذوي الحنكة السياسية …
و إنّ سقوط إمارة سوران التي وحَّدت أجزاء كبيرة من كوردستان كان بالدرجة الأولى حصيلة تآمر القوى الكبرى بالتعاون مع القوى المحلية بالأخص بريطانيا الحريصة على بقاء الوضع في الشرق الأوسط على حاله و ذلك من أجل استغلاله لصالحها و لم تكن فتوى ملا ختي التي يستعملها البعض لتحقيق أغراض سياسية ذات أثر يذكر…..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى