تاريخي

وثيقة رقم ـ 1

وثيقة رقم ـ 1
REF 195/2458 FO
نائب القنصلية البريطانية
وان. 13/آذار /1914

 

سيدي ماليت، سفير حكومة جلالة الملك بريطانيا،
لي الشرف أن أعلمكم أنه يجري الاستعداد لشن حملة عسكرية محدودة ضد شيخ بارزان وأتباعه. تشارك في الحملة كتيبة فرسان رقم 20 بتاليون الأول والثاني التابع لكتيبة97 واثنين ق. ف. المدفعية الجبلية، فضلا عن سلاحين رشاشين. تترك اليوم هذه القوة مدينة وان، وستشارك مع قوات أخرى في الموصل في الهجوم على شيخ البارزان. ونظرا للوضع السائد هنا فإن كتائب وان ضعيفة جدا ولا يتجاوز عددها 500 رجل . شيخ البارزان أحد خمسة أو ستة أقوى شيوخ كوردستان، وله نفوذ بين الشيوخ مبن ولاية وان والموصل. إن سلطة والاغاوات في المنطقة الجبلية الحدودية، الممتدة
الحكومة التركية في هذا الجزء من البلد ضعيفة جدا، وإن القائمقامين القائل الموجودين في المنطقة قلما يتجاوز نفوذهم خارج القرى التي يعيشون فيها. إن معظم مديري النواحي في المنطقة هم من الآغاوات، ولكن موقعهم الرسمي
نادرا ما يردع عمليات الشقاوة والعصيان والغزو على حساب جيراهم. ويعزى ضعف السلطة المركزية في هذه المنطقة إلى الطبيعة الجبلية الوعرة السائدة في المنطقة. وسبل
المواصلات المعروفة في هذا البلد هي الممرات والطرق الحجرية، والتي هي في بعض المناطق صعبة المرور حتى للبغال.
اعتاد الولاة العديدون في المنطقة تبني سياسة ترك رؤساء العشائر الصغار والآغاوات – إلى حد ما ـ أحرارا، في تصريف شؤونهم
الداخلية، والخوض في المعارك الداخلية، وفض نزاعاتهم، كما يحلو لهم. فأشغلهم ذلك كثيرا، ولم يستطيعوا أن
يوحدوا صفوفهم لتشكيل تحد خطير ضد الحكومة، وبما أن المنطقة غير غنية، فلم يكن هناك الكثير للحكومة من أجل فرض الضرائب عليها، فلم تتدخل في أمورها الداخلية.
إن معظم الكورد هنا يكنون عداة مبطنا للحكومة، ويبدو أن الحكومة قد وصلت مؤخرا إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن تفادي خطر هؤلاء الشيوخ الذين لهم نفوذ سياسي وديني فعلي في المنطقة – في المستقبل إذا توافرت الظروف المواتية لهم لتحدي السلطة
المركزية، وذلك بتنظيم حركة رجعية قوية معادية للدولة.
سيخ البارزان، وباستمرار، موقفا عدائيا من حكومة الاتحاد والترقي، وكانت
اتخذ : منطقة نفوذه مركزا للاضطرابات، ويقال إن عبد الرزاق بدرخان، الذي كان يخطط ضد الترك في العام الماضي قد انضم إلى شيخ البارزان، ولعل هذا هو السبب الذي دفع

الحكومة باتخاذ قرار بقمعه. وكان شيخ البارزان في السابق في عداء مع شيخ الشمدينان،ولكن يبدو أنهما اتفقا على حل المسائل المتنازع عليها بينهما، وتشكيل جبهة موحدة ضد الحكومة .
إنه من الجدير بالذكر، أن الشيخ عبيد الله، جد. شمدينان الحالي،

قد غزا أورمية ومعه 40000 مقاتل كوردي. رغم أن أحفاده لا يملكون نفس النفوذ، ورغم أن الأتراك شردوهم إلى إيران فإن نفوذ سيد طه لا يزال كبيرا، وكذلك نفوذ شيخ البارزان. يستقر شيخ طه حاليا في منطقة رازان في إيران، في المناطق الحدودية مع تركيا، حيث
يملك هناك عدة قرى. تتوارد أنباء هنا ـ إلا أنني لم أتأكد منها بعد ـ بأن الإدارة الروسية في آذربيجان (إيران) قد عينت شيخ طه مسؤولا عن شؤون الجمارك الإيرانية في المنطقة الحدودية،
بالإضافة إلى استلامه راتبا شهريا منهم. وإذا صخ هذا النبأ، فإن المهمة الأساسية لشيخ طه تكون منع استيراد التبغ إلى إيران من منطقة شمدينان، الخاضعة لنفوذه، لأن الحكومة التركية أعطت الأراضي إلى القرويين، وحرم الشيخ من وارد التبغ الذي يعد سنويا بآلاف الباوندات (الجنيه الإسترليني – المؤلف)، فإذا اتحدت جهود هذين الشيخين فإنهما يستطيعان (شيخ طه وشيخ البارزان -المؤلف) إعداد قوة كبيرة ويسيبان بها الكثير من المشاكل للحكومة التركية. ولكن ليس في هذا التمرد، بخلاف ما في الحركات الكوردية الأخرى، فرصة كبيرة للحصول على الغنائم والنهب، كما كان الحال مثلا في غزو أورمية، لهذا السبب، لا يتوقع أن يجابه هجوم القوات الحكومية بمقاومة كوردية كبيرة. ويتوقع أن يتمخض هذا سينضم هناك إلى الجماعات المعارضة الهجوم عن عبور شيخ البارزان إلى إيران، حيث للنظام الذين يمنحون الفرص للعودة إلى بلادهم واسترجاع أراضيهم وممتلكاتهم التي سيطرت عليها الحكومة التركية

                                 لي الشرف أن أكون وبكل احترام خادمكم                                                                     المطيع  
                                                        ج، ن، سميث
                                            ضابط خيالة الخفيفة سمر سيت 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى